بسم الله الرحمن الرحيم
ستار تايمز - القرآن الكريم
كيف نحيا بالقرآن؟
مجلة البيان - ما السبب في تلك اللوثة الفكرية التي هاجت بعواصفها المريبة، حتى أسقطت بعض المسلمين في مستنقعات الإلحاد والعملنة والتغريب..؟!
ما السبب في ذلك التمرد القيمي، والتفلت الأخلاقي، والتمزق الاجتماعي، الذي يغشى بعض المجتمعات الإسلامية؟!
ما السبب في تلك الذلة والمهانة التي سيطرت على بعض النفوس، فأصبح العدو يستبيح كرامتها، ويتطاول على حرماتها ومقدساتها؟!
لقد هجرنا كتــاب الله ـ عز وجل ـ علماً وعمــلاً، فألبسَــنا الله ـ تعالى ـ لباس الذلِّ والمهانة، وأصبحنا أمة مستباحة الحمى مهيضة الجناح. فُتِنَ بعض المعاصرين بمدارس الفكر الغربي، وعظموا من شأن الفلاسفة والمفكرين الماديين، وذهبوا بعيداً في تمجيد نظرياتهم وأطاريحهم في الفكر والثقافة والاجتماع والسياسة، وأصبحت هي المعيار الذي تُمَيَّز به الأفكار، والميزان الذي توزَن به الآراء؛ فتاهوا في بيداء القلق والاضطراب والتبعية، وأصبحت قلوبهم وعقولهم خاوية لا روح فيها ولا حياة. قال ـ تعالى ـ: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى - قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا} [طه: ٤٢١ - ٥٢١].
إنَّ الطريق الصحيح لنهضة الأمة ورفعتها إنما هو بالعودة الصادقة إلى كتاب الله ـ عز وجل ـ: {إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: ٩]، وكل كبوة أو هزيمة تقع فيها الأمة إنما هي بمقدار بُعدها وإعراضها عن كتاب الله، تعالى.
لقد رفع الله ـ عز وجل ـ هذه الأمة بالقرآن العظيم، وشرَّفها به على سائر الأمم؛ فهو طريق السؤدد والنصر، وشهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لتجديد الصلة بكتاب الله ـ تعالى ـ تلاوةً وحفظاً، تدبراً وفهماً، علماً وعملاً.
والحياة بالقرآن هي الحياة الطيبة التي تسعد بها الأمة وتنتصر.