الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلموا أن قرآن الفجر المشهود هو القراءة في الصلاة، ومعنى كونه مشهودا أي تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: فدل على عظم القراءة في الصلاة، وأنها من أكبر أركانها، إذ أطلقت العبادة وأريد بها جزء واحد منها وهو القراءة؛ كما أطلق لفظ القراءة والمراد به الصلاة في قوله: وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا. {الإسراء: 78}. والمراد صلاة الفجر، كما جاء مصرحا به في الصحيحين: من أنه يشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار. انتهى.
والأولى للمصلي أن يحرص على اتباع سنته صلى الله عليه وسلم في القراءة في الفجر وغيرها إذا أمكن ذلك ولم يشق على المأمومين.
وقد تكلم ابن القيم على قراءته صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر فقال ما عبارته: وكان يقرأ في الفجر بنحو ستين آية إلى مائة آية، وصلاها بسورة ق، وصلاها بـ الروم، وصلاها بـ إذَا الشَّمسُ كُوِّرَت، وصلاها بـ إِذَا زُلْزِلَتْ في الركعتين كليهما، وصلاها ب المعوِّذَتَيْنِ وكان في السفر، وصلاها فافتتح ب سورة المؤْمِنِين حتى إذا بلغ ذكر موسى وهارون في الركعة الأولى، أخذته سَعْلةٌ فركع.
وكان يُصليها يومَ الجمعة بـ ألم تنزيل السَّجدة وسورة هل أتى على الإِنسان كاملتين، ولم يفعل ما يفعلُه كثيرٌ منِ النَّاس اليوم من قراءة بعض هذه وبعض هذه في الركعتين، وقراءة السجدة وحدَها في الركعتين، وهو خلاف السنة. انتهى.
والله أعلم.